عربينا

تساؤلات المغترب حول العربيه في المهجر

الادوات

[قواعد كتابه عربينا نابعه من اهداف واولويات مفصله في مقالات سابقه]

اقسام الكلام

تحتوي اللغه العربيه على كلمات تسمّي “احرف” مثل:

 على عن الى من
 أمّا هل لا نعم
 سـ قد
في بـ

 

وربما تذكرون في احد حصص اللغه العربيه على مقاعد الدراسه الابتدائيه، كيف كتب الاستاذ على اللوح ان “اقسام الكلمه” في اللغه العربيه هي ثلاثه:

اقسام الكلمه

حرف
فعل اسم
لملنلاإنإذ يتناولأحِبتعالَزرعوا فـأكلنا سعيدهذا – مشاركه – مَنضفدعأكبر- اوروباملعبرباب ربّه الـبيت

فالحرف في العربيه اذا احد انواع الكلمه {parts of speech} يقابله في اللغات الاوروبيه نوعان هما {prepositions: in, with, under, for, until, from, etc } و {conjunctions: and, or, but, yet, so, etc}.

والتسميه “احرف” مدعاه للالتباس لأن الاحرف الابجديه تسمى ايضا احرف – حيث ان النحويين يميزون بين المصطلحين “احرف المباني” اي احرف الهجاء و “احرف المعاني” اي احرف الجر والعطف والتوكيد والجزم الخ. والتي هي كلمات كامله ذات دلالات واستخدامات خاصه.

وانا لا اعرف سرّ ولع النحويين بالمصطلحات الغامضه والتعابير الفضفاضه، ربما هي نوع من ان انواع الساديّه او حبّ ادّعاء علم وهمي {job security}. ولكن على اي حال دعونا نتفادى الالتباس تماما ولنميز بين احرف الهجاء واحرف النحو عن طريق استحداث مصطلح “ادوات” بدل “احرف” للاشاره الى تلك الاخيره.

الادوات

الادوات اذا في الكتابه العربيه هي احد انواع الكلمه الثلاثه. والاداه هي كل كلمه ذات معنى غير مستقلّ وانما يرتبط معناها بالكلمات المجاوره لها. والنحويون يحبون تقسيم الادوات الى ثلاثه انواع بحسب انواع الكلمات التي “تعمل عليها” اي تؤثر فيها:

 ادوات التفضيل:

إمّا أمّا …

اداه النداء:

يا

ادوات الجرّ:

بـ لـ من الى على …

ادوات تعمل على الاسماء:
 ادوات الاستقبال:

سوف، سَـ

ادوات الجزم:

لا لم لِـ …

ادوات النصب:

أن كي إذا …

ادوات تعمل على الافعال:
 ادوات الاستفهام:

هل أَ

ادوات الجواب:

أجل بلى نعم لا …

ادوات العطف:

و فـ ثمَّ …

ادوات تعمل على كليهما:

والحقيقيه ان كل هذا التصنيفات لا تعنينا في عربينا، حيث انها لا تؤثر على طريقه الكتابه. اما من منظور عربينا فالتقسيم المهم هو تقسيم الادوات الى صنف منفصل كتابيا وصنف يلتصق كتابيا بالكلمات:

بـ لـ سـ أَ و فـ
ادوات تلتصق بالكلمات:
 

أن كي إذا لا لم سوف يا إمّا أمّا أجل بلى نعم هل قد كلّا

ادوات لا تلتصق بالكلمات:

 

الادوات المنفصله عن الكلمات

هذه الادوات سهله الكتابه لأنها دائما “مبنيّه” لا محل لها من الاعراب – اي انها لا تتغيّر حركات اواخرها بحسب موقعها في الجمله. لهذا تسهل كتابتها في عربينا باستخدام القواعد المشروحه سابقا دون الحاجه الى استحداث قواعد خاصه:

 

 ann أنَّ inn إنَّ  an أنْ in إنْ
 ʒalã على  ʒan عن  ilã الى min مِن
 ỹã يا  saõf سوف iżã إذا kaỹ كي
 kallã كلّا  naʒam نعم  balã بلا ajal اجل
ammã أمّا  immã إمّا  k̆ad قد hal هل
 laõ لو  lan لن   lam لم  lã لا

لاحظ اننا نُسقط الحركه في اواخر الادوات عند كتابتها في عربينا، فنكتبها كأن على آخرها سكون: إنَّ = inn وليس inna. والسبب الرئيسي لذلك هو التناسق مع طريقه كتابه الاسماء والافعال التي شرحناها فيما مضى، حيث ان الاسماء والافعال تنتهي بحركات اعراب قررنا ان لا نكتبها في عربينا بل نسكّن اواخر الكلمات كتابيا. والافضل ان نسكّن اواخر الادوات بنفس الطريقه من باب الاتساق. كما ان الحركات على اواخر هذه الادوات غالبا ما تُحذف بداعي السرعه في النص العربي المعاصر  كالمقاله والخبر والمدوّنه الالكترونيه، دون أن يؤدي حذفها الى اي التباس في المعنى عند القراءه.

الادوات الملتصقه بالكلمات

تلك الادوات الملتصقه بالكلمات هي في الواقع ظاهره اشكاليه في الكتابه العربيه، لسببين اساسيين:

١- كونها تلتصق بأوائل الكلمات دون فراغ {space} يجعلها عاملا في صعوبه تعلم اللغه للأجانب – حيث ان التصاق اكثر من كلمه معا مفهوم غريب على معظم اللغات المعاصره وخصوصا اللغات المنحدره من اللاتينيه. كيف يمكن مثلا للمتعلّم الاجنبي ان يدرك ان “لِجام” مفرده واحده بينما “لِجاسم” مفردتان ملتصقتان ببعضهما البعض؟

تحضرني في هذا السياق نادره عن الامام الاشبيلي ان احدهم سأله: “ما معنى الكَمَوج؟” فاستغرب الامام وقال: وأين قرأت هذه الكلمه؟ فأجابه بكل ثقه: في قول الشاعر: “وليلٍ كموج البحر ارخى سدوله”. فقال الامام: “الكموج” هو دابّه تقرأ ولا تفهم!

٢- صعوبه معالجه النص الكترونيا بسبب وجود هذه الادوات الملتصقه بأوائل الاسماء والافعال، مما يعقّد الى حدّ بعيد مهمّه تحليل النصوص الكترونيا الى مفردات منفصله. فعلى محرّك البحث مثلا ان يدرك ان بحثك عن “موج” يطابق قول الشاعر “وليل كموج البحر” لأن الكاف مفرده ملتصقه بـ”موج”، وأن يدرك في نفس الوقت ان بحثك عن “تاب” لا يطابق “كتاب” لأن الكاف هنا جزء من بناء الكلمه.

لهذه الاسباب ولغيرها يبدو للوهله الاولى ان من الافضل تبنّي استراتيجيه فصل الادوات عن الكلمات في عربينا دائما وأبدا باستخدام فراغات اضافيه {inserted spaces}. هذه الفراغات رغم كونها غير مألوفه لدى القاريء العربي، فهي ذات أثر كبير في تسهيل اللغه على المتعلّم الاجنبي وعلى المعالج الالكتروني على حدّ سواء:

sa tarã

⬅︎

س + تَرى

⬅︎

سَتَرى

 wa ɣd̆uh̆ã  ⬅︎ و + الضُحى

⬅︎

والضُحى

bi ɣbaỹt   ⬅︎  بـ + البيت

⬅︎

بالبيت

li mis̆r ⬅︎  لـ + مصر

 ⬅︎

لِمصر

ولكن بعد التدقيق يتبيّن لنا ان فصل الادوات عن الكلمات بهذه الطريقه ليس بالهيّن للأسف، بل انه يخلق مضاعفات جانبيه اكبر من التعقيدات التي يحلها. ذلك لأن العربيه مليئه بالكلمات التي تدمج الادوات ببعضها البعض وبالضمائر الى حد يصعب فيه تفكيكها الى مفردات منفصله دون العبث بالتكوين اللغوي الى حد بعيد:

fa laõ lã ⬅︎

ف + لو + لا ؟

⬅︎

فلولا

ʒan mã  ⬅︎ عن + ما ؟

⬅︎

عمّا

li kaỹ lã   ⬅︎ لـ + كي + لا ؟

⬅︎

لكيلا

ilã mã ⬅︎ إلى + ما ؟

 ⬅︎

إلامَ

li anna nỹ ⬅︎ لـ + أنّ + ني ؟؟؟

 ⬅︎

لأنني

bi kum ⬅︎ بـ + كُم ؟؟؟

⬅︎

بِكُم

li ỹ ⬅︎ لـ + ي؟؟؟

⬅︎

لِي

الواقع ان اللغه العربيه بحاجه الى تحديث جذري لنظام بناء الكلمات {morphology} بالاضافه الى تحديث نظام الكتابه. ولكن هذا الهدف يستحق مشروعا كامل مستقلا لوحده ولا يلائم اهداف مشروع عربينا، ولربما يأخذنا بعيدا خارج السياق ويجازف باستكمال اهداف عربينا على غرار الحكمه القديمه التي تقول: {if you chase two rabbits you’ll catch neither}

لهذا السبب ننتهج في عربينا النهج الاقل ضررا والاكثر عمليّه وهو عدم فصل الادوات عن الاسماء، وتركها مدموجه تماما كما هي في الكتابه التقليديه. وهذا النهج اذ لا يساهم في تسهيل تعلّم اللغه على الاجانب، فهو على الاقل لا يزيد المشكله تعقيدا من حيث تفكيك الكلمات المدمجه الى حدّ يضر بتكوين اللغه العربيه الفريد من نوعه.

الادوات اذا في عربينا تكتب منفصله او ملتصقه بالكلمات تماما كما في الكتابه التقليديه، باستثناء اداه شاذّه واحده هي الواو (العطف/القَسَم/المعيّه/…) والتي نكتبها في عربينا منفصله لتبسيط النص العربي حيث ان الواو كأداه كثيره الاستعمال وسهله الفصل عن الكلمات.

امثله

والان وبعد مجابهه صعوبات الادوات اصبح بإمكاننا كتابه جمل حقيقيه بنظام عربينا، فدعونا نتمرّن على بعض العبارات من بطون الكتب:

zaraʒõ faᴣakalnã õ nazraʒ faỹaᴣkulõn
زرعوا فأكلنا ونزرع فيأكلون
saᴣah̆mil rõh̆ỹ ʒalã rãh̆atỹ
سأحمل روحي على راحتي
biᴣabỹ ant õ ᴣummỹ
بأبي انت وأمّي
 õ lasaõf ỹuʒt̆ỹk rabbuk fatard̆a ولسوف يعطيك ربّك فترضى
 laõlã ɣh̆aỹãᴣ lahãjanỹ istiʒbãr لولا الحياء لهاجني استعبارُ
 subh̆ãn rabbik ʒamma ỹas̆ifõn سبحان ربك عمّا يصفون
lim ɣk̇aõf
لِمَ الخوف؟
õ ɣd̆uh̆ã õ ɣlaỹl iżã sajã
والضحى والليل اذا سجى
 ilãm tõkilunỹ?
إلامَ تُوكلني؟
 limis̆r am lirubõʒ ɣṡãm tantasib?
لمصر ام لربوع الشام تنتسب؟