[قواعد كتابه عربينا نابعه من اهداف واولويات مفصله في مقالات سابقه]
ابتكرنا في ما سبق نظاما يطابق كل حرف من الابجديه العربيه التقليديه بحرف لاتيني يقابله في نظام كتابه عربينا، باستثناء حرف واحد هو التاء المربوطه والتي تجنّبنا الحديث عنها حتى الان لأنها بالفعل ظاهره اشكاليه في الكتابه العربيه التقليديه.
والتاء المربوطه حرف يتغيّر لفظه بحسب حركات الاعراب على اواخر الكلمات، ولذلك فقد ارجأنا الحديث عنها حتّى نتعرّض لحركات الاعراب نفسها في عربينا. امّا وقد تناولنا في مقال سابق موضوع حركات الاعراب واستراتيجيه عربينا نحوها، فقد آن الاوان لاستكمال ابجديه عربينا ودعونا اذا نتصدّى للتاء المربوطه اليوم ونجد لها قاعده مناسبه قدر الامكان:
خصائص التاء المربوطه
- تقع دائما وأبدا في اخر الكلمه
- تسبقها دائما حركه فتحه
- في حاله التسكين تلفظ كحرف هاء
- في حاله الفتح او الكسر او الضمّ او التنوين تلفظ كحرف تاء
- لها رسم كتابي خاص بها لا يطابق التاء ولا الهاء وانما يشابه كليهما
ما المشكله في التاء المربوطه
هي من حيث التعريف حرف يلفظ بأكثر من طريقه بحسب السياق – وهذه مشكله لأنها تمثّل صعوبه في تعليم اللغه وتعقيدا لا فائده منه في نظام الكتابه.
لو اخترنا ان نكتب التاء المربوطه في عربينا برسم واحد (كما هو الحال في الكتابه التقليديه) ونلفظها بأكثر من طريقه بحسب السياق، لأصبح من الصعب على المتعلّم ان يربط ذلك الرسم الواحد بأكثر من لفظ، وأن يعرف متى يلفظ ذلك الحرف بأحد اللفظين دون الاخر. ومما يزيد الطين بلّه ان السياق الذي يحدّد طريقه لفظ التاء المربوطه هو الحركه التي تعلوها، وبما ان الحركات اختياريه الكتابه في العربيه التقليديه، فإن السياق في الغالب لا يُكتب اصلا، مما يترك المتعلّم للعربيه في حيره دائمه من اللفظ الصحيح للتاء المربوطه.
ولو اخترنا ان نكتب التاء المربوطه في عربينا بطريقتين مختلفتين، بحسب لفظها في الكلمه، لأصبح للكثير من المفردات في عربينا اكثر من طريقه للكتابه – ممّا يجعل معالجه النصّ الكترونيا أمرا في غايه التعقيد بدون داعٍ.
اضف الى ذلك ان السياق الذي يحدد طريقه لفظ التاء المربوطه هو تسكينها او تحريكها، وهو امر لفظي اختياري متروك للقاريء. فكيف اذا نعرف ساعه الكتابه كيف سيقرر القاريء قراءه النص لكي نحدد اي الحرفين واجب الاستعمال لكتابه التاء المربوطه؟
نحن اذا امام مشكله ليست بالهيّنه ولا توجد لها حلول ناجزه. لا بد لنا اذا ان نختار قاعده تمثّل حلّا وسطيا بين الوضعيين الاشكاليين السابق شرحهما.
مبدأ العمل
عربينا تتصدّى للتاء المربوطه وفق نفس الاستراتيجيه المتبعه للتصدّي لحركات الاعراب. وللتذكير كما ورد في مقال سابق عن حركات الاعراب، فإن عربينا تتناول حركات الاعراب كما يلي:
“عربينا تترك الكلمات دون حركات اعراب مكتوبه، وتترك للقاريء الاختيار في ان يلفظها او يسكّن اواخر الكلمات حسب الرغبه. فالشعر مثلا يتطلب لفظ حركات اواخر الكلمات احيانا حتّى يستقيم الوزن والقافيه. امّا قراءه عناوين الاخبار مثلا فلا داعي للفظ حركات الاعراب فيها. وفي الحالتين للقاريء الخيار. وهذا الحريّه المتاحه في عربينا تترك امام القاريء الاجنبي سهوله قراءه الكلمات كما تكتب تماما دون الحاجه لاضافه حركات في اواخر الكلمات، وتترك في نفس الوقت اما القاريء العربي حريّه تشكيل اواخر الكلمات عند لفظها اذا اراد. كما ان حذف حركات الاعراب من نظام الكتابه يهدم حاجزا كبيرا يحول بين الاطفال المغتربين ولغتهم الام، فيسهل بذلك تقديم العربيه للناطقين باللغات اللاتينيه من الاطفال دون الحاجه الى الخوض في تعقيدات كثيره التنفير وقليله الفائده” |
لاحظ ان استراتيجيتنا تأخذ بعين الاعتبار حريّه القاريء العربي في لفظ الكلمات والجمل كما اعتاد عليها، وتضمن في نفس الوقت للمتعلّم الاجنبي طريقه لفظ سهله ومتناسقه على مبدأ واحد.
التاء المربوطه في عربينا
تُكتب التاء المربوطه في عربينا دائما وأبدا على شكل حرف {t} مثلها مثل التاء المفتوحه:
baỹt | بيت | bint | بنت |
dajãjat | دجاجه | ʒ̐urfat | غرفه |
أمّا لفظها فهو مفتوح للقاريء بحسب خلفيّته كما يلي:
- بالنسبه للقاريء العربي والذي تعوّد ان يلفظ التاء المربوطه كهاء احيانا وكتاء احيانا اخرى، فبأمكانه ان يفعل ذلك عند قراءه نصوص عربينا على السليقه. من وجهه نظر ذلك القاريء فإن حرف {t} في نهايه بعض الكلمات في عربينا هو حرف ساكن غير ملفوظ أو بالاحرى اختياري اللفظ بحسبما يقرر القاريء في تسكين اخر الكلمه او لفظ حركه اعراب اخرها. ووجود حرف {t} اختياري اللفظ ليس بالجديد او المستهجن على اللغات الاتينيه – خذ مثلا كلمه {often} حيث حرف {t} اختياري اللفظ بحسب القاريء.
- امّا بالنسبه للمتعلّم الجديد لعربينا فلا داعي لكل هذه التعقيدات اصلا ومن الافضل ان ندمج في ذهنه حرفي التاء والتاء المربوطه كحرف واحد هو {t} – فأينما وجد حرف {t} فهو يلفظه بنفس الطريقه دون ان يشغل ذهنه بمفهوم التاء المربوطه اطلاقا. لاحظ ان هذا الفئه من القرّاء سوف تتعلّم ان تسكّن اواخر الكلمات دائما، وبالتالي فإن اختلاف اللفظ بحسب تسكين او تحريك اواخر الكلمات موضوع لا يعنيها بشيء!
أمثله
fỹ madrasat ɣh̆ubb |
في مدرسة الحب |
ad̆õãᴣ ɣṡuhrat |
أضواء الشهره |
fãt̆imat ɣzahrãᴣ |
فاطمة الزهراء |
k̆ãd̆ỹ ɣk̆ud̆ãt |
قاضي القضاه |
niz̐ãm kitãbat ʒarabỹnã |
نظام كتابه عربينا |
tuh̆fat ɣnuz̐z̐ãr fỹ ʒ̐arãᴣib ɣᴣams̆ãr õ ʒajãᴣib ɣᴣasfãr |
تحفه النظار في غرائب الأمصار وعجائب الاسفار |
الترجمه العكسيه
تبقى قضيّه مهمه يجب ان نتطرّق لها، فقد يتساءل احدهم: اذا كنّا نحوّل حرف التاء في عربينا الى {t}، ونحوّل التاء المربوطه ايضا الى {t}، ألن يعقّد ذلك امر الترجمه الآليه من لكتابه عربينا الى الكتابه التقليديه؟ لاحظ ان سهوله تحويل النصوص الكترونيا من الكتابه التقليديه الى عربينا وبالعكس احد اولويات مشروع عربينا منذ البدايه.
والجواب: لا، تبقى الترجمه الالكترونيه سهله لسببين:
١- لأن التاء المربوطه لا تقع الّى في اواخر الكلمات ولا تقع الّى مسبوقه بفتحه، وهذا يقلّل الى حدّ بعيد عدد المفردات التي تُحتمل كتابتها بتاء مربوطه او مفتوحه {very few collisions}
٢- حتّى تلك المفردات، اذا تطابقت احرف بنائها، فمن المستبعد جدّا ان تتطابق حركات التشكيل فيها. وبما ان حركات التشكيل لازمه الكتابه في عربينا، فإنه من السهل التمييز بين تلك المفردات.
خذ مثلا “أكَلَت” و “أكْلة” مفردتان تتطابقان في تسلسل الاحرف باستثناء التاء المفتوحه والمربوطه في آخريهما. ولكنهما تكتبان بطريقتين مختلفتين في عربينا بسبب اختلاف حركات التشكيل: {akalat vs aklat}. والنتيجه اذا ان الترجمه العكسيه تبقى ممكنه وسهله.
هل تستطيع ان تذكر مفردتين تتطابقان في تسلسل الاحرف وجميع حركات التشكيل، وتنتهي احداهما بتاء مفتوحه وأخرى مربوطه؟ مثل تلك المفردتين سوف تُكتبان بنفس الطريقه في عربينا وبالتالي سيصعب ترجمتها من عربينا الى الكتابه التقليديه. انا لا استطيع ان افكّر في ايّ مثال من هذا الطراز. فهل تستطيع انت؟