ما دمنا قد بدأنا الحديث في الحلقه الماضيه عن كتابه العربيه بأحرف لاتينيه، لا بد لنا ان نتناول نظام الكتابه الشائع على الانترنت 3arabizi ببعض التحليل. وسأعفيكم من المقدمات لأن نظام الكتابه هذا غنيّ عن التعريف، فلنشرع اذا بتعداد المزايا والرزايا…
اوجه النجاح:
- اعتماد الحرف اللاتيني فكره ذكيّه، لأنها حققت ثلاثه اهداف مهمّه بضربه واحده:
1. الانتقال الى اتجاه الكتابه العالمي من الشمال الى اليمين، وهو ضروره ملحّه كما فصّلنا في مقال سابق
2. اعتماد نظام الكتابه بأحرف منفصله المعتمد عالميا، وهو ايضا ضروره ملحّه كما فصّلنا في مقال سابق
3. الاعتماد على ابجديه هي الاكثر انتشارا وشيوعا في العالم يضمن الوصول باللغه الى اوسع نطاق ممكن من المتلقين، بما فيهم العرب انفسهم فهم بلا شك يتقنون الابجديه اللاتينيه على العموم
- استخدام الارقام عوضا عن الاحرف العربيه التي لا تقابلها احرف لاتينيه (ع->3، ق->8، الخ) يجعل 3arabizi سهله الاستعمال للغايه. فلا حاجه للوحه مفاتيح خاصه بالعربيه وبالتالي فإن اي جهاز الكتروني قادر على استيعاب 3arabizi دون اي تخصيص
المشاكل:
- اكثر من طريقه لكتابه الكلمه الواحده:
علي | ||
3alee | 3aly | 3ali |
alee | aly | ali |
3lee | 3ly | 3li |
2alee | 2aly | 2ali |
وهذا له اثار سلبيه عديده:
1- صعوبه الكتابه، حيث هناك خيارات عديده لكتابه الكلمه الواحده مما يتطلب جهدا اضافيا من ذهن الكاتب باستمرار لاختيار احدى الطرق المتعدده لكتابه كل كلمه، بدلا من حفظ طريقه كتابه واحده للكلمه واستدعائها من الذاكره عند الكتابه دون جهد ذهني في العقل الواعي
2- صعوبه القراءه، لأننا عند القراءه لا نميّز الاحرف ونترجمها لاصوات وانما نحفظ اشكال الكلمات كامله ونترجمها ذهنيّا لمعان. وعندما تتنوع طريقه كتابه الكلمه الواحده تتضاعف اعداد الاشكال الواجب حفظها في ذهن القاريء، فتصعب عمليّه القراءه بل وتصبح عمليّه تعلّم القراءه لمن لا يتقن العربيه جهدا مضنيا
3- صعوبه معالجه النصوص الكترونيا. فعلى البرامج ان تدرك ان الاشكال العديده لكلمه واحده يمكن استبدالها ببعضها البعض، فإذا بحثت عن “joz el hind” في محرك بحث مثلا، وجب على النظام الالكتروني ان يدرك ان مقاله عنوانها “joze il hend” تناسب البحث. او اذا بحثت عن “3ali samir” في دليل الهاتف الالكتروني، وجب على البرنامج ان يطابق البحث مع بيانات الكترونيه لشخص اسمه في الدليل “3ly sameer”، وهذه مطالب في غايه الصعوبه من وجهه نظر الانظمه الالكترونيه
- اكثر من كلمه مختلفه في المعنى يمكن كتابتها بنفس الطريقه:
salem | سلّم | سالم |
jamal | جمل | جمال |
2mr | أمر، عمرو | قمر |
وهذا الانفجار في اعداد الكلمات متماثله الكتابه ومختلفه المعنى {homonyms} يتسبب بصعوبه القراءه والحاجه لتأويل الكلمه بحسب السياق وهو حاجز صعب امام كل من يحاول تعلّم اللغه، كما يتسبب في صعوبه تطوير الانظمه الالكترونيه ايضا
- التركيز على كتابه اللغه اليوميه مع اهمال اللغه الرسميه، بحيث لا يمكن استعماله كبديل جدّي عن الكتابه التقليديه في الصحافه او الادب …
- استعمال الارقام كأحرف اضافيه (ع->3، ق->8، الخ) يجعل النص عصيّا جدّا على المعالجه الالكترونيه {parsing, tokenizing, indexing, etc}
- وراثه مشاكل في الكتابه اللاتينيه لم تكن موجوده في الكتابه العربيه التقليديه، مثل الاصوات التي تحتاج كتابتها الى عده احرف {th->ث، th->ذ، sh->ش}، وهذه الظاهره المزعجه يتعايش معها احفاد اللغه اللاتينيه لانهم ورثوها عن اجدادهم، ولكن الكتابه العربيه خاليه من تلك المشاكل فلماذا نقحمها الى لغتنا بأيدينا؟
خلاصه الكلام:
3arabizi نظام كتابه عملي لمن يتقن الكتابه العربيه التقليديه اصلا، ولكنه ليس سهل القراءه وتنقصه المنهجيه بشكل يجعله صعب التعلم للغايه من قِبل من لا يتقن الكتابه العربيه من قبل. كما ان هناك مشاكل جذريه تجعل تطبيق 3arabizi مقتصرا على نطاق كلام العوام دون النطاقات الادبيه او الرسميه او اليوميه المكتوبه.
وبما ان مشروع عربينا يهدف في المقام الاول الوصول الى ابناء المغتربين في المهجر، والذين لا يتقنون الكتابه العربيه في الاساس، فإن نظام 3arabizi ليس مناسبا لذلك الهدف. يجب علينا اذا ابتكار نظام يستفيد من نقاط قوه 3arabizi ويتجنب مناحي الضعف فيها.